کد مطلب:167894 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:246

رسائل اهل الکوفة بعد موت معاویة
ما إنْ علم أهل الكوفة بموت معاویة بن أبی سفیان، وبأنّ الامام الحسین علیه السلام قد رفض البیعة لیزید، وقد خرج من المدینة وأ قام فی مكّة، حتّی تقاطرت إلیه رسلهم ورسائلهم، یدعونه إلیهم، مظهرین استعدادهم لنصرته والقیام معه، حتی إنه اجتمع عنده فی نُوَبٍ متفرّقة إثنا عشر ألف كتاب، [1] ووردت إلیه قائمة فیها مائة وأربعون ألف إسم یُعربون عن نصرتهم له حال ما یصل إلی الكوفة، [2] وكان سفیره إلیهم مسلم بن عقیل علیه السلام قد كتب الی الامام علیه السلام بعد وصوله الكوفة وأخذه البیعة له منهم قائلاً: (أمّا بعدُ، فإنّ الرائد لایكذب أهله، وقد بایعنی من أهل الكوفة ثمانیة عشر ألفاً، فعجّل الاقبال حین یأتیك كتابی، فإنّ الناس كلّهم معك، لیس لهم فی آل معاویة رأیٌ ولاهویً، والسلام.)، [3] وكان أهل الكوفة فی آخر وفاداتهم إلی الامام علیه السلام فی مكّة قد كتبوا إلیه یقولون: (أمّا بعدُ، فإنّ الناس ینتظرونك لارأی لهم غیرك، فالعجل العجل یا ابن رسول اللّه، فقد اخضرّت


الجنّات، وأینعت الثمار، وأعشبت الارض، وأورقت الاشجار، فاقدم علینا إذا شئت، فانّما تقدم علی جند مجنّدة لك.)، [4] وكتبوا إلیه: (إنّا قد حبسنا أنفسنا علیك، ولسنا نحضر الصلاة مع الولاة، فاقدم إلینا فنحن فی مائة ألف!). [5] .

لقد شكّلت رسائل أهل الكوفة حجّة علی الامام علیه السلام فی وجوب الاستجابة لهم، وقد كان الامام علیه السلام قد علّق عزمه فی التوجّه إلی الكوفة علی التقریر المیدانی لمسلم بن عقیل علیه السلام عن حال أهل الكوفة، وقد صرّح علیه السلام لاهل الكوفة فی رسالته الاولی إلیهم بذلك حیث قال:

(.. فإنْ كتب إلیَّ أنّه قد اجتمع رأی ملاكم وذوی الحجی والفضل منكم علی مثل ما قدمت به رسلكم، وقرأتُ فی كتبكم، فإنی اقدم إلیكم وشیكاً إن شاء اللّه...). [6] .

وعلی ضوء رسالة مسلم علیه السلام عقد الامام الحسین علیه السلام عزمه علی التوجّه الی الكوفة محتجّاً برسائلهم إلیه، واحتجاجاته علیه السلام برسائل أهل الكوفة إلیه كثیرة، نقلتها إلینا كتب التأریخ، منها علی سبیل المثال لاالحصر جوابه علیه السلام لعبد اللّه بن مطیع وكان قد سأله عمّا أخرجه عن حرم اللّه وحرم جدّه (ص) حیث قال علیه السلام: (إنّ أهل الكوفة كتبوا إلیَّ یسألوننی أ ن أقدم علیهم...). [7] .

وقوله علیه السلام لعبداللّه بن عمر وكان قد نهاه عن التوجّه الی أهل العراق (هذه كتبهم وبیعتهم!). [8] .

وقوله علیه السلام لیزید بن الرشك الذی سأله فی منزل من منازل الطریق قائلاً: ما


أنزلك هذه البلاد الفلاة التی لیس ‍ بها أحد؟! حیث أجاب علیه السلام:

(هذه كتبُ أهل الكوفة إلیَّ ولاأراهم إلاّ قاتلیَّ..!). [9] .

وقوله علیه السلام للطرمّاح وقد سأله أن یلجاء إلی جبل أَجَاء: (إنَّ بینی وبین القوم موعداً أكره أن أخلفهم..) [10] وفی نصٍ آخر: (إنّه قد كان بیننا وبین هؤلاء القوم قولٌ لسنا نقدر معه علی الانصراف..). [11] .


[1] اللهوف: 15.

[2] حياة الامام الحسين بن عليّ 2 :335-336 عن الوافي في المسألة الشرقية، 1:43.

[3] تأريخ الطبري، 3:290.

[4] اللهوف: 15.

[5] تذكرة الخواص: 215.

[6] تأريخ الطبري، 3:278؛ والارشاد: 185؛ والاخبار الطوال: 231.

[7] الاخبار الطوال: 246.

[8] تاريخ ابن عساكر (ترجمة الامام الحسين عليه السلام/تحقيق المحمودي): 192، حديث 246.

[9] تاريخ ابن عساكر (ترجمة الامام الحسين عليه السلام/ تحقيق المحمودي): 211، رقم 266؛ وانظر: سير أعلام النبلاء، 3:305.

[10] مثير الاحزان: 39.

[11] تاريخ الطبري،3:308.